ما هو التخطيط الشامل للثروة؟
على عكس مديري الأصول التقليديّين، يُلقي مديرو الثروات نظرةً شاملةً على وضعكم المالي ويقدّمون حلولاً مصمّمة خصّيصاً لتلبية كلّ من أهدافكم الفوريّة وطويلة الأجل. أحد الأهداف الرئيسيّة للتخطيط الشامل للثروة هو المساعدة في الحفاظ على قيمة أصولكم مع احتمال تحسينها. كجزءٍ من ذلك، يساعد مديرو الثروات في إعداد خطط سلسة لانتقال الثروة إلى الورثة، مع ضمان الوصول الفعال إلى الأصول وتقليل احتمال تآكل قيمتها.
تأثير الثروات غير المُنظمة على قيمة الأصول
من دون التخطيط المناسب للإرث، قد تتعرّض أصولكم إلى خطر فقدان قيمتها بشكل كبير بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك:
اكتشاف الأصول: من دون وجود سجل مركزي للأصول، قد يستغرق الأمر سنوات حتى يتمكّن المنفذون من تحديد الممتلكات العالميّة والوصول إليها. وقد يتطلّب هذا التأخير الاستعانة بمحترفين خارجيّين كالمحامين، ما يزيد من تكاليف التركة بشكلٍ كبير.
تكاليف حصر الإرث: إذا لم تكن أصولكم ضمن صندوق استئماني أو مؤسسة، فسيتطلب الأمر إجراءات لحصر الإرث في جميع الولايات القضائيّة حيث تتواجد الأصول، وقد تختلف المتطلّبات المرتبطة بذلك حسب القوانين المحليّة. هذه الإجراءات لا تستغرق وقتاً طويلاً فحسب، لكنها قد تكون مكلفةً، حيث غالباً ما تُحتسب الرسوم بناءً على قيمة الأصول وقد تتطلب تمثيلاً قانونياً.
نزاعات الورثة: عندما تختلف نوايا الورثة، سواء بخصوص بيع الأصول أو الاحتفاظ بها أو تحديد قيمتها للبيع، قد يؤدي ذلك إلى إجراءات قانونيّة طويلة ومكلفة. بالإضافة إلى ذلك، إذا كان أفراد العائلة يفتقرون إلى سرعة التصرّف أو التعاون في استكمال العناية الواجبة أو اتّباع الخطوات المطلوبة مع مزوّدي الخدمات الاستثماريّة، فقد تُصبح الأصول مُجمّدة. وهذا لا يؤدي إلى تكاليف إدارية وقانونية فحسب، بل يعرّض الأصول أيضاً إلى خطر خسارة قيمتها إذا لم يكن من الممكن تداولها خلال الظروف المواتية للسوق.
مخاطر الدعاوى القضائيّة: حتى خلال حياتكم، قد تهدّد الدعاوى القضائيّة الشخصية قيمة الأصول إذا كانت جميع الأصول مسجلة باسمكم، ما قد يجعلها عرضة للمطالبات القانونية.
البدء في التخطيط للثروات
رغم أنّ الهدف النهائي للكثير من العائلات ذات الثروات الكبيرة هو إنشاء صندوق استئماني أو مؤسسة، إلّا أنّ هذا قد يبدو خطوة كبيرة لأولئك الذين بدأوا للتو رحلة التخطيط للإرث. لحسن الحظ، هناك خطوات أصغر ويسهل إنجازها للبدء في هيكلة ثروتكم وحماية أصولكم:
إعداد قائمة بالأصول
خطوة بسيطة وسهلة – من دون تكلفة.
تعليمات حول كيفيّة الوصول إلى كلّ أصل من الأصول العالميّة.
مشاركة القائمة مع شخص موثوق.
القيود: لا يسمح ذلك بتفادي حصر الإرث.
القيود: لا يحمي من الدعاوى القضائيّة.
القيود: لا يقسّم الأصول أو يحمي من النزاعات بين الورثة.
إنشاء وصية
تكلفة منخفضة ويسمح ذلك بالاحتفاظ بجميع الأصول باسمكم.
يجب تحديد الأصول ويمكن تخصيص بعضها إلى ورثة معيّنين، مع مراعاة قيود أيّ قواعد إجباريّة للتوريث.
قد يساعد ذلك في تقديم بعض الحماية من نزاعات الورثة.
القيود: لا يسمح بتفادي حصر الإرث.
القيود: لا يحمي من الدعاوى القضائيّة.
القيود: لا يحمي رأس المال على المدى الطويل.
تأسيس شركة قابضة
يجمع كافة الأصول تحت إدارة محترفة.
قد يقلّل من تعقيد عمليّة حصر الإرث ومدّتها، حيث عادةً ما يجعل من هذه العمليّة تقتصر على أسهم الشركة فحسب.
قد يساعد في إتاحة بعض الحماية من نزاعات الورثة.
ليست الأصول بإسمٍ شخصي، لذا فهي محميّة من الدعاوى القضائيّة، إلّا أنّ أسهم الشركة تظل جزء من التركة.
يمكن للعميل الاحتفاظ بالتحكّم، كما هو الحال للملكيّة الشخصيّة، عبر شغل منصب مدير الشركة.
القيود: لا يسمح ذلك بتفادي حصر الإرث.
القيود: لا يتيح المرونة للمستفيدين، إذ تتوزّع الحصص وفقاً لقواعد الميراث أو الوصية.
القيود: لا يحمي رأس المال على المدى الطويل، ويمكن أن يقوم المساهمون بإنهاء الإرث.
بالإضافة إلى هذه الخطوات، قد ترغب العائلات بوضع دستورٍ عائلي، وهو وثيقة تحدد نهجاً موحداً لاتخاذ القرارات وحلّ النزاعات لتخفيف الصراعات المحتملة بين الورثة. في حين أنّ الدستور العائلي غير ملزم قانونيّاً، إلّا أنّه يُعتبر دليلاً قيّماً يمهّد الطريق لإجراءات التخطيط الأخرى ويساعد على معالجة النزاعات، رغم أنّه قد لا يوفّر نفس مستوى الفعاليّة كالهيكليّات القانونيّة الرسميّة.
الخلاصة
في حين أنّ إنشاء صندوق استئماني أو مؤسسة هو غالباً الطريقة الأكثر فعالية لتحقيق جميع أهداف تخطيط الإرث للأسر ذات الثروات الكبيرة، فإنّ حتى أصغر الخطوات يمكن أن تُسهّل عملية انتقال الثروة وتحمي قيمة الأصول وتقلّل من التكاليف المرتبطة بالانتقال غير المُنظّم للثروات. البدء مبكراً هو العنصر الأساسي للحفاظ على الثروات للأجيال القادمة.