وينبغي إدارة محفظة الاستثمار بشكلٍ فعال لمواجهة تغيّرات السوق وإتاحة أفضل العوائد المعدلة حسب المخاطر التي تحقّق أهداف المدى الطويل وفق قدرة المستثمر على تحمل المخاطر.
ما هي إعادة التوازن؟
تؤدي إعادة التوازن إلى توافق محفظتكم الاستثمارية مع خطة الاستثمار وسط تقلّب قيمة الأصول مع الوقت.
مثلاً، إذا نمت الأسهم بسرعة وارتفعت قيمتها في المحفظة من 30% إلى 50%، ينبغي استعادة توزيع الأصول ببيع بعض الأسهم واستخدام العوائد لشراء أصول أخرى.
ما أهميتها؟
تسمح إعادة التوازن بالتزام المحفظة بالأهداف الاستثمارية. وتستند 90% من مخاطر المحفظة وعوائدها مع الوقت إلى استراتيجية توزيع الأصول.
غالباً ما يكون تحرك قيمة الأوراق المالية مبالغا لأنه مبني على مشاعر المستثمرين العابرة بدلا من الأسس. يؤدي بيع الأوراق المالية التي نمت قيمتها كثيراً وشراء تلك التي انخفض سعرها إلى زيادة العوائد بتحقيق الأرباح من الأوراق المالية عالية التقييم والاستثمار في الأوراق المالية المقومة بأقلّ من قيمتها والتي تعد بنمو أكبر.
ويستفيد المحايدون الذين "يشترون خلال الانحدار" عند تغير المشاعر وتعافي السعر، ويتفادون بالتالي الفقاعات أو مراحل الهوس.
كيف يتمّ ذلك؟
تقوم الاستراتيجية الأساسية لإعادة التوازن على فترات زمنية محددة—ربعياً أو نصف سنوياً أو سنوياً. يتطلب هذا النهج جهداً أقلّ إذ يتجاهل تحركات الأسواق بين فترات إعادة التوازن ويخفض تكاليف المعاملات.
يقوم نهج آخر على تحركات الأسواق لضمان عدم انحراف أيّ فئة أصول عن النطاق المحدّد للقدرة على التحمل (+/- 10% مثلاً). يؤدي ذلك إلى معالجة الأخطاء في الوقت المناسب، لكنه قد يفرض تكاليف أعلى للمعاملات.
بغضّ النظر عمّا إذا كانت إعادة التوازن قائمة على الوقت أو حركة الأسواق، من الحكمة عادةً مراجعة المحفظة على الأقلّ مرة أو مرتين في العام.
المخاطر التي يجب مراعاتها
ليست كلّ التراجعات ناجمة عن مشاعر السوق. فقد يؤدي شراء الأصول التي تراجعت قيمتها نتيجة أسس فعلية إلى خفض العوائد.
حسب السلطة القضائية، قد نحتاج إلى أخذ المعاملات الضريبية بعين الاعتبار. قد تفرض بعض السلطات ضريبة على المكاسب غير المحققة في حين تُعامل سلطات أخرى المكاسب الرأسمالية للأصول التي يُحتفظ بها لفترة محددة بشكلٍ إيجابي أكثر.
عامل آخر هو علم النفس البشري. وثّقت دراسة أجراها هيرش شيفرين ومير ستاتمان في 1985 حول أداء صناديق الاستثمار المشترك ما يُسمى بـ"تأثير الطبيعة"[1] حيث يميل المستثمرون إلى تجاهل إعادة التوازن في الوقت المناسب بالاحتفاظ باستثمارات خاسرة لمدة طويلة وبيع الأسهم الرابحة قبل الأوان، ما يؤدي إلى نتائج سلبية.
انطلاقاً من التعقيدات أعلاه، ننصح المستثمرين بالعمل مع مستشارين ماليّين مطلعين وموضوعيّين لتعظيم فوائد إعادة التوازن مقابل لاعقلانية الأسواق والفكر الإنساني.