تبحث هذه السلسلة في استراتيجيّتين: المنتجات المهيكلة واستثمارات الأسواق الخاصة. وتهدف الاستراتيجيّتان إلى تعزيز العوائد بوسائل مختلفة. يبحث هذا المقال في الفرق الأساسي بين الوسيلتَين.
ما هو الاستثمار "النشط"؟
بديل الاستثمار الساكن هو الاستثمار النشط الذي يأتي بعدّة أنواع، لكنّه يتطلّب المزيد من الجهد أو الرؤى لتعزيز العوائد.
النهج التقليدي
الشكل التقليدي للاستثمار النشط هو تحديد أصلاً واعداً لكن مُهملاً و/أو ضعيف الأداء، والاستثمار فيه.
مثلاً، الصندوق الاستثماري الذي ينظر في شراء حصّة في تطوير منتجع مواجه للشاطئ أو تمويله جزئيّاً بالدين يحتاج إلى معرفة متخصّصة بقضايا كالأنظمة (قوانين تقسيم المناطق وحماية البيئة) وسوق السياحة المحليّ والبناء والمعرفة التشغيليّة لدعم المشروع بعد إنجازه وتحسينه. والأهمّ، على الصندوق تحديد الفرصة في الوقت المناسب، ما يتطلّب علاقات وخبرة في المجال.
قد لا يصعب فهم الاستثمار بحدّ ذاته (كالعقار المواجه للشاطئ)، لكنّ عمليّة تحديد هذه الاستثمارات وحلّ المشاكل الناشئة معقّدة وتتطلّب الخبرة. لذلك، تحف المخاطر بالاستثمار النشط التقليدي وينبغي تنفيذه من قبل فريق استثماري متمرّس أو بمساعدته.
الهندسة الماليّة
تُعدّ "الهندسة الماليّة" طريقةً أخرى لتعزيز العوائد بصورة نشطة عبر تصميم منتجٍ جديدٍ باستخدام نماذج حسابية و/أو دمج عدّة أدوات ماليّة.
سندات الدبن المضمون المخلقة (Synthetic CDO) مثال تقليدي عن الهندسة الماليّة. بدل الإقراض المباشر إلى شركة واحدة بسندٍ تقليدي، يُمكن للمستثمر امتلاك حصّة في مجموعة من المنتجات المشتقّة (مبادلة مخاطر عدم السدادCredit Default Swap ) مرتبطة بعدّة سندات صادرة عن منظماتٍ كثيرة.
يمكن تقسيم المجموعة أيضاً إلى شرائح تُحدّد ترتيب استيعاب التخلّفات عن السداد في الدين الأساسي، حيث لا تتكبّد الشرائح العليا خسارة إلّا بعد شطب الشرائح الأدنى بالكامل. يُمكن للمستثمرين تحقيق عوائد أعلى بشراء الشرائح الأكثر خطورة التي تتحمّل أول الخسارة الناجمة عن التخلّف عن السداد في المحفظة الأساسيّة للدين.
عندما اختُرعت، اعتُبرت سندات الدين المضمون المخلقة طريقةً مبتكرةً للاستفادة من مجموعة متنوّعة من الديون المضمونة دون الإقراض المباشر، واختيار الشريحة التي تناسب قدرة المستثمرين على تحمّل المخاطر.
مع ذلك وبخلاف المنتجع المواجه للشاطئ، لا يمكن للعقل البشري معالجة آليّات منتج كهذا بشكل بديهي دون نماذج حسابية معقدة. أظهرت أزمة الرهون العقاريّة عالية المخاطر أنّه يمكن حتّى للخبراء أن يفقدوا السيطرة على الأصول المعرّضين لها بسبب اعتمادهم الزائد على النماذج الحسابية.
الخاتمة
يُعتبر الاستثمار النشط معقّداً بطبيعته. ولو كان سهلاً، لكان شائعاً لا يمكنه أن يتخطى أداء السوق.
عمليّة الاستثمارات النشطة التقليدية معقدةً (العناية الواجبة والمتابعة والخروج)، بينما المنتجات المُهندَسة ماليّاً معقّدةً بذاتها. حتى الخبراء قد يواجهون صعوبةً في التعامل مع التعقيدات.
يبحث المقال التالي في إيجابيّات المنتجات المهيكلة وسلبيّاتها بالتفصيل.