لطالما تفوّقت الأموال التي تُخصّص لصفقات الأسواق الخاصّة من حيث الأداء على إصدارات الأسهم العامّة في كلّ عام من العشر سنوات الماضية.[1] ومن المتوقع أن يتضاعف إجمالي المبلغ المستثمر ليصل إلى 30 تريليون دولار بحلول نهاية العقد الحالي.[2]
لماذا يحدث ذلك؟ والأهم من ذلك، كيف يُمكن للمستثمرين أن يكونوا جزءً منه؟ سنستعرض أدناه الإجابة على هذين السؤالين بمزيد من التفاصيل.
عوائد أعلى
من الأفضل أن نبدأ أي نقاش حول "لماذا" بأكثر البيانات أهمية: هل يتفوّق أداء استثمارات الأسواق الخاصّة بالفعل على الاستثمارات العامّة؟ وإذا كان الأمر كذلك، فبكم؟
يُمكن العثور على الجواب، بناءً على 20 عام من البيانات، في الرسم البياني أدناه:
ماذا خلف هذه العوائد؟ الإجابة متعدّدة الجوانب، لكنّها تتلخّص في عاملين: الأوّل هو النطاق الأوسع من الفرص والثاني هو الإمكانات الأكبر للتحكّم.
فليس هناك عدداً أكبر من الشركات الخاصّة مقارنةً بالشركات العامّة فحسب، بل إنّ الشركات تبقى خاصّة لفترةٍ أطول وتستفيد بشكلٍ متزايد من الشروط التي لا يمكن أن يقدمها سوى المستثمرون في القطاع الخاصّ.
من وجهة نظر المستثمر، فإنّ القدرة على التأثير في قرارات الشركة (من خلال الحصّة المسيطرة على سبيل المثال) واتباع نهج طويل الأمد يتيح المجال لتحقيق عوائد أعلى.
ربما كانت الأسواق العامّة وسيلة مثالية للاستثمار السلبي القائم على المؤشرات في الماضي. ومع ذلك، فإنّ الجمع بين هذين العاملين يجعل الاستثمار في الأسواق الخاصّة خياراً مثالياً للمستثمر النشط.
تقلبات أقل
بالإضافة إلى تحقيق عوائد أعلى، أظهرت استثمارات الأسواق الخاصّة أيضاً قدرة أكبر على الصمود خلال فترات الضغط في السوق.[3]
يرجع ذلك جزئياً إلى الطبيعة طويلة الأمد للصفقات النموذجية، وإلى أنّ الأموال تبقى مجمدة لفترات أطول، ما يقلّل من تأثير الاضطرابات المؤقتة في الأسواق على التقييمات. ليس لهذا فائدة ماليّة فقط، بل يقلّل أيضاً من الضغط النفسي على المستثمر.
يوضح الرسم البياني أدناه كيف أنّ مؤسّسات الوقف التي تستثمر عادةً نسبة أكبر (39%) في الأسواق الخاصّة، تستفيد من أداء محسّن وتقلبات أقلّ مقارنةً بالمستثمرين الذين لديهم تخصيصات أقلّ.
ما المشكلة؟
يدفع الرسم البياني أعلاه إلى التساؤل عن سبب كون الكثير من المستثمرين الأفراد لا يزالون يعتمدون على محفظة 60:40 التي لا تتضمّن استثمارات في الأسواق الخاصّة.
جزءٌ من السبب هو أنّ محفظة 60:40 كانت تُعتبر حتى وقتٍ قريب نهجاً "موثوقاً وفعالاً". ومع ذلك، تزعزع هذا الاعتقاد في السنوات القليلة الماضية.[4]
لكنّ السبب الأهم هو أنّ الاستثمار في الأسواق الخاصّة لم يكن متاحاً كما هو الحال في الأسواق العامّة.
تتميّز مؤسّسات الوقف بموقعها المثالي للتميّز في مجال الأسواق الخاصّة لأنّها تتمتّع بالقدرة على توظيف المواهب المتخصّصة اللازمة للتدقيق بالاستثمارات وإدارتها، فضلاً عن الأفق الزمني الذي يسمح لها بتحقيق أجندات نمو طويلة الأمد.
أمّا المستثمر الفردي الذي يخطّط للتقاعد، فقد يكون لديه أفق زمني طويل الأمد ولكنّه يفتقر إلى الموارد والخبرة لتحديد الصفقات الخاصّة وإبرامها بمفرده.
الخلاصة
في The Family Office، اعتمدنا هيكليّة شبيهة بنموذج "الوقف". غير أنّنا بدلاً من تمويل مؤسّسة محدّدة، نستثمر أموال عملائنا في شركات اخترناها شخصياً ضمن شبكتنا ودقّقنا بها مع فريقنا المتخصّص.
نرى أنّ الحدّ الأدنى المرتفع للاستثمار في هذه الصناديق، الذي قد يصل أحياناً إلى ملايين الدولارات، يجب أن يُخفّض لإتاحة وصول الجميع إلى هذه الاستراتيجيات.
كما هو الحال مع أي موجة نمو، فإنّ الطفرة المقبلة في الأسواق الخاصّة ستشهد ضحايا ومستفيدين، خاصّة مع التعقيد المتزايد في عمليّة الاستثمار. ولكن مع الشريك المناسب، يمكنكم أن تتوقعوا التغلب على التحديات بفعالية.
[1] Blackrock - www.blackrock.com/corporate/literature/whitepaper/solving-the-private-markets-allocation-gap-insti.pdf
[2] Private Equity International - https://www.privateequityinternational.com/partners-group-private-markets-aum-to-hit-30trn-within-next-cycle/
[3] Bain & Company - https://www.bain.com/insights/private-equity-outlook-global-private-equity-report-2023/
[4] The Family Office - https://tfoco.com/en/insights/articles/rethinking-investment-strategies-60-40-portfolio-evolution