أفكار
مقالات

ما هو نموذج الوقف

ما هو نموذج الوقف

تستثمر الكثير من الجامعات المرموقة، مثل ييل وهارفرد، أوقافها باستخدام استراتيجية تولّد دخلاً ثابتاً على المدى الطويل وتحمي رأس مالها من التضخم ومخاطر السوق من خلال تنويع الأصول وتخصيصها. أُثبتت فعالية استراتيجية الاستثمار هذه، التي أُطلق عليها اسم "نموذج الوقف"، في توليد عوائد طويلة الأجل تترافق مع تخفيف المخاطر في ظلّ التوترات الجيوسياسية وأزمات السوق والانكماش الاقتصادي وجائحة كورونا وغيرها.

Jun 3, 2025التعليم- 4 min
hero

ما هو نموذج الوقف؟

اعتمد ديفيد سوينسن نموذج الوقف عندما كان مدير الاستثمار في جامعة ييل. ويتمحور النموذج حول بناء محفظة متنوعة من الاستثمارات منخفضة الترابط لتقليل المخاطر وتحسين العوائد. يترافق ذلك مع توزيع للأصول يفضّل فئات الأصول ذات العوائد المتوقعة المرتفعة ويتجنب تلك التي تحقّق عوائد متوقّعة منخفضة، بغض النظر عن السيولة. يمنح هذا الأفضليّة إلى الاستثمارات الخاصّة بسبب علاوة عدم السيولة مقابل الدخل الثابت والسلع. قد تشمل الاستثمارات أيضاً الأسهم والسندات المطروحة للتداول العام، غير أنّ أصول الأسواق الخاصّة تستأثر بحصة الأسد، ومنها صناديق التحوط والأسهم الخاصّة.

لتقليل الترابط والحماية من تقلبات السوق، يمتد التنويع وفق نموذج الوقف في كثير من الأحيان عبر المناطق الجغرافية والقطاعات وفئات الأصول، وبالتالي يحدّ من الخسائر في حال تراجع الأسواق أو هبوطها.

ما هي مزايا نموذج الوقف؟

تفوّق مؤشر الوقف (ENDOW) الذي أنشأته Nasdaq OMX في نهاية النصف الأوّل من 2018[1] على النموذج التكتيكي التقليدي لتخصيص الأصول ونموذج 60/40 العالمي المتوازن[2] على المدى الطويل. ونتج هذا الأداء عن خمسة مبادئ أساسيّة:

1- التوجّه طويل الأجل: يُعدّ الأفق الاستثماري طويل الأجل من أبرز سمات نموذج الوقف. عبر تفادي التفاعل مع تقلّبات السوق قصيرة الأجل، تتمكّن صناديق الوقف من تجاوز فترات الانكماش الاقتصادي والاستفادة من مراحل التعافي اللاحقة. فعلى سبيل المثال، خلال الأزمة المالية العالمية في عام 2008، حافظ صندوق الوقف التابع لجامعة ييل على مراكزه الاستثمارية طويلة الأجل بدلاً من البيع بخسارة، ليستفيد لاحقاً من التعافي.

وكما أوضح ديفيد سوينسن في كتابه Pioneering Portfolio Management،[3] فإنّ الجهات الائتمانية يجب أن تتقبّل احتمال الأداء الضعيف على المدى القصير لاقتناص الفرص الاستثمارية على المدى الطويل.

2- التركيز على الأصول ذات العوائد المرتفعة (علاوة انعدام السيولة): يعتمد هذا النموذج بشكلٍ كبير على الاستثمار في الأسواق الخاصّة، كالأسهم الخاصّة ورأس المال المخاطر والعقارات، نظراً للعوائد المرتفعة تاريخياً بفضل علاوة انعدام السيولة. فخلافاً للسندات أو الأسهم المتداولة في البورصة، تُعدّ هذه الأصول أقل سيولة، لكنها تقدّم تعويضاً أكبر عن مخاطر تجميد رأس المال لفتراتٍ طويلة نسبياً.

تفوّقت عوائد الأسهم الخاصّة تاريخياً على نظيرتها في الأسواق العامة على مدى فترات طويلة. وبحسب تقرير McKinsey للأسواق الخاصّة العالمية لعام 2024، سجّل قطاع الاستحواذ عوائد أعلى من الأسواق العامة خلال فترتَي 10 و25 عاماً، ما يُفسّر استمرار توجّه المستثمرين نحو هذه الفئة من الأصول.[4]

واصلت جامعة ييل زيادة التخصيص في الاستثمارات البديلة، حيث تجاوزت نسبة استثماراتها في الأسهم الخاصّة ورأس المال المخاطر نصف إجمالي صندوق الوقف بحلول عام 2020.[5] ويعكس هذا التخصيص الكبير التزام النموذج بتحقيق قيمة طويلة الأجل من خلال استثمارات أقلّ سيولة.

3- التنويع: لا تُنوّع صناديق الوقف عبر فئات الأصول فحسب، بل أيضاً عبر المناطق الجغرافية والاستراتيجيات الاستثمارية. فالمحفظة المصمّمة وفق نموذج الوقف قد تشمل أسهماً أمريكية ودولية، واستثمارات في الأسهم الخاصّة والعقارات وصناديق التحوط والبنية التحتية والموارد الطبيعية.

ويُساهم هذا التنويع الواسع في تقليل اعتماد المحفظة على فئة أصول واحدة أو منطقة واحدة. وتُظهر أبحاث معهد CFA Institute أنّ المحافظ المنوّعة غالباً ما تتمتّع بتقلّبات أقل وعوائد أعلى معدّلة حسب المخاطر على المدى الطويل مقارنةً بالتخصيصات المركّزة مثل النموذج التقليدي 60/40.[6]

4- استهداف الفرص غير السائلة: تتمتّع الأسواق غير السائلة بكفاءة أدنى، ما يتيح فرصة تحقيق عوائد إضافية للمستثمرين الذين يمتلكون الخبرة المناسبة. ويستفيد نموذج الوقف من هذه الميزة عبر الاستثمار في قطاعات متخصّصة وناشئة مثل رأس المال المخاطر والأصول المتعثّرة والبُنى التحتية.

قد لا تكون هذه الفرص متاحة للمستثمر العادي، إلّا أنّها يمكن أن تحقّق عوائد مجزية عند اختيارها بعناية. ويفترض هذا النموذج أنّ القبول بفترة تجميد أطول يمكن أن يحقّق عوائد غير متاحة في الأسواق السائلة والأكثر كفاءة.

5- اختيار مدير الاستثمار: يُعدّ هذا عاملاً أساسيّاً لنجاح نموذج الوقف. فصناديق الوقف الأفضل أداءً تتعاون باستمرار مع مديري استثمار يتمتّعون بخبرة عالية، خصوصاً في الأسواق الخاصّة، حيث تختلف العوائد بشكلٍ كبير بين المديرين الأعلى أداءً والأقل أداءً.

ويُعدّ صندوق وقف جامعة ييل مثالاً بارزاً على ذلك، إذ يختار باستمرار أفضل مديري الاستثمار في الأسهم الخاصّة وصناديق التحوّط، ما ساهم بشكلٍ كبير في تحقيق عوائد قوية على المدى الطويل. يعكس هذا النهج الاعتقاد أنّ مهارة المدير تتمتّع بتأثير كبير على النتائج في الأسواق الأقلّ كفاءة.

تتّبع The Family Office النهج ذاته، إذ تؤمن بأنّ الوصول إلى أفضل مديري الاستثمار وعقد شراكات استراتيجية يمكن أن يضيف قيمة ملموسة للمحفظة، لا سيّما للمستثمرين الذين يسعون لتطبيق استراتيجيات متوافقة مع استراتيجيات الاستثمار المؤسّسية.

شركة The Family Office ونموذج الوقف

كشركة رائدة لإدارة الثروات في منطقة الخليج، نستخدم شبكتنا العالمية من الشركاء والعقود من الخبرة لبناء محافظ متنوعة في استثمارات الأسواق الخاصة. من خلال اعتماد نموذج الوقف، ننصح عملاءنا بتقليل المخاطر بالتنويع عبر المناطق والقطاعات وفئات الأصول. نفضل أيضاً اتباع نهج طويل الأمد ومراكمة العوائد لتحقيق عوائد مثالية.

بفضل جذورنا العميقة في المنطقة، نفهم أهداف المستثمرين الخليجيين وغاياتهم. اتصلوا بمستشارينا الماليين لمساعدتكم في بناء محفظة صلبة تحافظ على ثروة عائلتكم للأجيال القادمة، أو استخدموا أداتنا لبناء محفظة استثماريّة اليوم لبدء هذه الرحلة.


[1] Nasdaq

[2] Nasdaq

[3] Academia

[4] McKinsey

[5] Verdad

[6] CFA Institute

تبحثون عن فرص في الأسواق الخاصّة؟

انضموا إلى منصتنا الرقمية للاستثمار
لفرصٍ حصريّة في الأسواق الخاصّة

أنشئوا حساباً

لمحة عن شركة The Family Office

لا تزال The Family Office منذ 2004 مدير الثروات المفضل لأكثر من 800 فرد وعائلة عبر مساعدتهم في الحفاظ على ثرواتهم وتنميتها بحلول مخصّصة في الاستثمارات البديلة المنوّعة وأكثر. حدّدوا موعداً لمكالمة مع خبرائنا الماليّين واكتشفوا المزيد عن عمليّة إدارتنا للثروات.


استمرّوا في القراءة