1. هل أصبح الركود وشيكاً؟
لا أعتقد ذلك. سبق أن انتعشت سوق العمل جزئيّاً مع انخفاض البطالة في نوفمبر للشهر السابع على التوالي مسجلةً 6,7% من 6,9% في أكتوبر. ورغم تباطؤ الانتعاش مع عودة القيود على النشاط التجاري بعد ارتفاع الحالات اليوميّة من فيروس كورونا، انخفضت البطالة أكثر من النصف منذ وصلت 14,7% في ذروتها في أبريل. ومع بداية التلقيح في الولايات المتحدة خارج نطاق التجارب المخبريّة في 14 ديسمبر، قد تتراجع القيود من جديد في الأشهر المقبلة.
قد يحدث تباطؤ، كما أشارت تقديرات النموّ المتواضعة للربع الرابع على أساس سنوي بسبب ارتفاع حالات كورونا، لكن يبدو أنّ الاقتصاد في حركة حتى الآن. وارتفع الناتج المحلي الإجمالي في الربع الثالث بنسبة 33,1٪ غير معدلة مقارنة بالربع السابق على أساس سنوي، بعد انخفاض بنسبة 31,7% في الربع الثاني.
2. هل سياسات الاحتياطي الفدرالي في تشدد؟
بكل تأكيد لا! صرّح الاحتياطي الفدرالي الشهر الماضي عن التزامه المستمرّ بدعم الاقتصاد الأمريكي خلال وباء "كوفيد-19". وفي أحدث قراراته لأسعار الفائدة، صوّت الاحتياطي الفدرالي على إبقاء الأسعار بين 0,00٪ و0,25٪ وذكّر أنّه لن يرفعها قبل أن يتعافى سوق العمل بالكامل ويبدأ التضخّم بالارتفاع فوق 2,0٪ بانتظام.
ولكن المستثمرين يريدون الاحتياطي الفدرالي أن يعلن بصراحة أنه سيزيد شراء السندات على المدى الطويل لمنع ارتفاع أسعار الفائدة.
وفي اجتماع نوفمبر، ناقش مسؤولو الاحتياطي الفدرالي كيفيّة تغيير البرنامج لزيادة التحفيز النقدي إذا دعت الحاجة. وسيركزون أكثر على شرائهم للأصول (حاليّاً بمقدار 120 مليار دولار شهريّاً) في اجتماع ديسمبر في الأسبوع الحالي الذي ستُعلن نتائجه يوم الأربعاء 16 ديسمبر.
3. هل الهوامش في اتساع؟
حتّى الآن لا، إذ تبقى الهوامش ضيّقة جداً رغم اتّساعها الوجيز بعد ظهور "كوفيد-19".
منذ نهاية نوفمبر، تقلّصت هوامش المرتبة الاستثماريّة إلى 1,12٪ من 1,34٪ في أكتوبر، كما استمرّت هوامش سندات العوائد العالية بالتقلّص إلى 4,33٪ من 5,32٪ في أكتوبر بعد وصولها إلى أعلى مستوياتها بنسبة 10,87٪ في مارس. تقلّصت هوامش الرهن الأول حتى الاستحقاق لتبلغ 4,32٪ فوق سعر الفائدة السائد بين البنوك في لندن (LIBOR) في نهاية نوفمبر من 4,66٪ في الشهر السابق، كما تقلّصت هوامش الرهن الثاني إلى 8,16٪ من 8,72٪. لا تزال عوائد الرهن الأول والثاني حتى تاريخ الاستحقاق أدنى من مستوياتها في نهاية 2019 بسبب أسعار فائدة قريبة من الصفر ودعم غير مسبوق من الاحتياطي الفدرالي لسوق الدخل الثابت.
4. هل تعم البهجة في السوق؟
نعم، وهذا أوّل مؤشر أصفر-أحمر لاحتمال هبوط السوق. توقفت منصتا التداول عبر الإنترنت Robinhood وInteractive Brokers عن العمل الأسبوع الماضي بسبب أحجام تداول هائلة من صغار المستثمرين. وكانت هذه المصاعب آخر المشاكل التقنية المتزايدة في شركات السمسرة بالتجزئة هذا العام بعد خفض العمولات إلى الصفر في معظم المنصات، والانتعاش السريع في الأسواق بعد موجة بيع حادة في أيّام الوباء الأولى.
وصل شراء خيارات الشراء إلى مستويات قياسيّة، مما قد يؤدي إلى انتفاخ ضمني في التقلب. ومنذ الشهر الحالي، زاد التداول في خيارات الأسهم منذ بداية العام بنسبة 50٪ عن العام الماضي على كافة منصات الخيارات. ولن تكون تصفية هذه المراكز سهلة.
5. هل التقييمات مفرطة؟
التقييمات مفرطة إلى حد ما، خاصّةً حسب المقاييس التقليديّة لمستثمري القيمة مثل وارن بافت.
ووصلت التقييمات إلى أعلى مستوياتها بناءً على نسبة سعر السهم إلى الربحية ونسبة "شيلر" لسعر السهم إلى الربحية (التي تستخدم متوسط الأرباح لمدة 10 سنوات معدلة حسب التضخم) ومؤشر بافت (القيمة السوقية والناتج المحلي الإجمالي).
وبعد انتعاش مؤشر S&P 500، ارتفعت أضعاف سعر السهم إلى الربحية في الأشهر الـ12 الماضية من 34,6 في أكتوبر إلى 36,7 في نوفمبر، مما يضع المقياس في المئين التاريخي التاسع والتسعين من حيث نسبة القيمة السوقية الأمريكية للناتج المحلي الإجمالي ونسبة سعر السهم إلى الربحية في الأشهر الـ12 الماضية ونسب القيمة إلى المبيعات. وتبقى نسبة "شيلر" لسعر السهم إلى الربحية على 33 ضعف، وهو ثاني أعلى تقييم منذ 1880 وتجاوز 1929، لكنه أقل بكثير من الـ43 مرة التي سُجلت في ذروة فقاعة "الدوت كوم".
هناك ضوء أصفر بلا شك، لكن هناك مجال لزيادة التقييمات بالإفراط. كما قد يتضح أنّ المقاييس أعلاه خارجة عن القاعدة لو تجاهلنا أرباح الربع الثالث المتأثرة بفيروس كورونا وأسعار الأسهم في الأشهر القليلة المقبلة.
6. هل أداء "حرّاس الأمن" في السوق (المصارف والمرافق والأسهم الموزعة للأرباح وغيرها) في تضاعف؟
لا، كان أداء "حرّاس الأمن" في السوق جيّداً مؤخراً. فقد تقاربت تقييمات أسهم الشركات الصغيرة وأسهم القيمة من تقييمات أسهم النموّ، كمؤشر Russell 2000 Index (المدرج تحت رمز RUT) الذي ارتفع 25,7٪ في نهاية الأسبوع الماضي منذ نهاية أكتوبر نتيجة تطوير اللقاحات الذي يساهم بتحفيز الأسواق منذ بداية نوفمبر.
وارتفعت أسهم البنوك تحديداً، التي كانت من أضعف أسهم القيمة منذ تعافي السوق، أكثر من 20٪ منذ 28 أكتوبر وفقFinancial Select Sector SPDR ETF (المدرجة تحت رمز XLF).
إخلاء مسؤولية
The Family Office Co. BSC(c) هي شركة استثمارية من الفئة الأولى تخضع لرقابة مصرف البحرين المركزي، ومُرخّصة بسجل تجاري رقم 53871 صادر بتاريخ 21/6/2004، وبرأس مال مُصرّح به ومدفوع قدره 10,000,000 دولار أمريكي. ولا تُقدّم The Family Office Co. BSC(c) منتجاتها وخدماتها سوى إلى "مستثمرين معتمدين" على النحو المحدد من قِبل مصرف البحرين المركزي.